منذ انطلاق شهر رمضان اقتحمت صور موائد الإفطار مواقع التواصل الاجتماعي، إذ بات عدد ممن يعتبرون “مؤثرين” يشاركون صور طعامهم؛ وهو ما يؤثر بشكل سلبي على متابعيهم وعلى نفسياتهم.
وفي الوقت الذي ينشر فيه هؤلاء “المؤثرون” صورا لموائد متنوعة الأطعمة وأصناف المأكولات تجد فئات أخرى من المجتمع صعوبة في توفير الضروريات من الأكل، خاصة في ظل موجة الغلاء التي تشهدها البلاد؛ وهو ما يزيد من حدة التأثير النفسي.
وفي هذا الإطار، وجه فيصل الطهاري، أخصائي نفسي كلينيكي ومعالج نفساني، نداء إلى مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تلافي نشر هذا النوع من الصور، قائلا إنه “من الناحية الاجتماعية والأخلاقية القيمية وأيضا من الناحية النفسية يجب مراعاة المتلقين ومن لا يستطيعون توفير مظاهر معينة في الإفطار”.
وقال الطهاري، ضمن تصريح لهسبريس، إن “النشر على مواقع التواصل الاجتماعي من الناحية الأخلاقية هو غير لائق وفيه عدم مراعاة أناس آخرين يوجدون على هذه المواقع؛ لكن ليس في إمكاناتهم المادية توفير مائدة بشكل معين بها كل ما لذ وطاب، خاصة أننا نعيش ظرفية مالية صعبة بالبلاد بسبب ارتفاع أثمان المواد الأساسية بمختلف أنواعها؛ وهو ما يجعل القدرة الشرائية لعدد من شرائح المجتمع ضعيفة ولا يكون بمقدورها اقتناء مواد معينة”.
وأوضح الأخصائي النفسي الكلينيكي والمعالج النفساني أن هذا النوع من “النشر يسيء أكثر، خاصة عند العلم أن الفئة الأكثر نشاطا على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب كما في العالم هي المراهقين والشباب”، لافتا إلى أن “هؤلاء ليس لهم استقلالية مالية مما قد يجعل هذا المراهق أو الشاب يثور في وجه أبويه لعدم فهمه أن قدرة ذويه لا تستطيع توفير ما يروج بهذه المواقع”.
وأكد الخبير النفسي أن هذه الممارسات تخلق نوعا من الاصطدام والصراع بين الوالدين والأبناء لرغبتهم في العيش بنفس الطريقة التي يتم الترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء في المأكل والمشرب وحتى في اللباس والأسفار. كما تؤثر على نفسية المحتاج الذي يعيش الفاقة، ولا يجد قوت يومه.
يذكر أن ظاهرة تصوير موائد الإفطار تحولت إلى طقس سنوي بمواقع التواصل الاجتماعي، التي صارت أشبه بـ”مطبخ جماعي” يعرض مختلف الأطباق والوجبات الغذائية في الفترة الرمضانية.