هل توجد مخاطر على الإنسان إذا مارس الرياضة أثناء الصيام؟ سؤال قديم يتجدد كل عام في شهر رمضان المبارك، ونجيب عليه من خلال رأي طبيب ومدرب لياقة بدنية وأحدث الأبحاث العلمية.
قال استشاري الطب الرياضي وإصابات الملاعب الدكتور أسامة عبد الرشيد إن ممارسة الرياضة بشكل عام خلال شهر رمضان أو غيره ليس لها أي مخاطر إذا كان الممارس لها سليما ولا يعاني من الأمراض التي قد تؤثر عليه سلبيا إذا بذل مجهودا عاليا.
وأضاف أن أمراض القلب والسكر والضغط هي أبرز الموانع التي تحول دون ممارسة الشخص للرياضة ونبه إلى الخطورة من حدوث مضاعفات بسبب المجهود المزدوج بين النشاط البدني والصيام.
في المقابل يعتبر عبد الرشيد أن ممارسة الرياضة الخفيفة كالمشي أو الركض البطيء قبل موعد الإفطار بفترة وجيزة، تفيد الأجهزة الحيوية للإنسان كالجهاز العظمي والعضلات والقلب والأوعية الدموية، وتتشط الدورة الدموية وتخلص الجسم من الكولسترول الضار وتحرق الدهون الزائدة وتساعد على تتاسق الجسم، مما يعزز من ثقة الإنسان بنفسه.
وينصح عبد الرشيد بتجنب ممارسة الرياضة -سواء في رمضان أو غيره- تحت أشعة الشمس الحارقة، وأن لا تتعدى مدة الوحدة التدريبية خلال الصيام 45 دقيقة بالنسبة لغير الرياضيين المحترفين، مفضلا أن يكون التدريب تحت إشراف مدرب متخصص وبعد إجراء فحوصات طبية دورية، خاصة لمن تخطى سن الأربعين من عمره.
الإعياء الوهمي
تفيد أحدث الأبحاث حول الصيام والأداء الرياضي التي أجراها مستشفى جراحة العظام والطب الرياضي في قطر (سبيتار) أن صيام شهر رمضان لا يؤثر سلبيا حتى على أداء لاعبي كرة القدم على المستوى الاحترافي أو ممارسي الرياضة بهدف الصحة واللياقة البدنية فقط.
وأرجعت الأبحاث السبب الرئيسي لتراجع الأداء أثناء الصيام لدى البعض إلى ظاهرة تُعرف باسم “الإعياء الوهمي”، وهو ما يجعل ممارس الرياضة يشعر بأن الصيام يخفض مجهوده، موضحة أن من يوهم نفسه بأن الصيام يصيبه بالتعب والإرهاق سيشعر بما وهم نفسه به، وأن من يظن أن الصيام لا يؤثر على قدراته سيمارس الرياضة بصفة عادية ودون شعور بالإرهاق أو التعب.
وينصح خبراء “سبيتار” ممارس الرياضة أثناء الصيام باتباع نظام غذائي متكامل والابتعاد عن الحرارة الشديدة خاصة خلال أشهر الصيف، حتى يتجنب الشعور بالإعياء الذي قد يكون ناجماً عن ظاهرة الإعياء الوهمي لا بسبب تأثير الصيام.
مخاطر
ينفي المدرب المتخصص باللياقة البدنية الدكتور صفا باشا وجود مخاطر في ممارسة الرياضة خلال شهر الصيام، وقال إنها يجب أن تتم وفق شروط معينة لتحسين الصحة واللياقة البدنية أو لفقدان الوزن.
ويفيد المدرب -الذي أنجز رسالة دكتوراه حول التدريب الرياضي بشكل عام والتدريب في الظروف الخاصة- بأن ممارسة الرياضة ولو بشكل تنافسي أثناء الصيام لا تمثل أي خطورة على الإنسان، وأن معظم الدوريات في الدول العربية تلعب قبل الإفطار ولم تحصل أي مضاعفات صحية على اللاعبين والرياضيين بسبب تأثرهم بالصيام.
وينصح باشا الراغبين في ممارسة الرياضة أثناء الصيام بالقيام بها قبل موعد الإفطار بفترة قصيرة، حتى يتمكن الجسم من تعويض ما يفقده من سوائل وأملاح بشكل سريع وشرب السوائل الغنية بالأملاح -خاصة الصوديوم- عند الإفطار، حتى لا يصاب الجسم بالجفاف.
المتخصصون ينصحون بارتداء ملابس قطنية عند ممارسة الرياضة
كما ينصح باشا بألا يستغرق التدريب وقتا طويلا وأن يكون حمله التدريبي متوسطا من خلال قياس عدد نبضات القلب بالدقيقة الواحدة، وأن يتناول في السحور السوائل بكميات مناسبة لأنها ستكون مخزونا جيدا يمنع حدوث أي مضاعفات أثناء التدريب.
في المقابل يحذر باشا من التدرب في درجات حرارة مرتفعة أو رطوبة مرتفعة لأنها تستنزف مخزون السوائل والأملاح من الجسم بشكل سريع نتيجة عدم التعويض بسبب الصيام، وأن ذلك قد يتسبب في مضاعفات صحية عديدة.
وشدد على أهمية الملابس التي يرتديها الراغبون في ممارسة الرياضة عموما، وقال إنه يفضل أن تكون قطنية خفيفة، وأن يكون الحذاء الرياضي مناسبا، ناصحا بالتدرب في الصالات المكيفة عندما تكون الظروف المناخية غير مناسبة في الخارج، ومحذرا من ارتداء ملابس التعرق البلاستيكية.