جنوب إفريقيا – المغرب: لم نكن جاهزين

20 يونيو 2023
جنوب إفريقيا – المغرب: لم نكن جاهزين

ولا شعرة من رأسنا ستهتز، ولا ذرة ثقة واحدة بمنتخبنا الوطني ستضيع، وهو يسقط بجوهانسبورغ أمام منتخب جنوب إفريقيا، بعد أربعة أيام من تعادله وديا أمام منتخب الرأس الأخضر، فما حدث نعرف له أسبابا ومسببات، وما حدث كما قلت آنفا هو من قبيل الضارة النافعة، وما أفادتنا به المباراتان معا أكبر بكثير من أن نجلس متباكين أمام أطلالهما، نجتر صدى السعادة المتروكة من مونديال تاريخي وخرافي.
سنقولها بكل تجرد، لم يكن المنتخب المغربي جاهزا في هذه الظرفية بالذات، بمعزل عن طبيعة المنتخبين اللذين واجههما، لكي يقدم صورة طبق الأصل من أدائه الجماعي المبهر الذي به توصل هذا الموسم ليكون رابع العالم، والجاهزية هي ذهنية قبل أن تكون بدنية أو تكتيكية، فالثوابت البشرية لهذا الفريق الوطني أمضت موسما إستثنائيا بكل المقاييس، وصلت فيه لذروة المشاعر والأحاسيس، وأنفقت من الجهد الشيء الكثير، وبالتالي كان من الصعب عليها مغالبة الإرهاق المدمر، يضاف لهذا كله الغيابات الوازنة والمؤثرة والتي أصابت لسوء الحظ خط الوسط برمته، ونحن أعرف الناس بقيمة وسط الميدان في منظومة لعب أي منتخب أو فريق.
بالقطع، لا نية لي أن أختلق من الأعذار ما نغطي به على الخسارة، وهي للأمانة فرصة ليرى الأسود أنفسهم في مرآة قارتهم الإفريقية، ولكي يعرفوا حق المعرفة ما الذي ينتظرهم في موسمهم القادم عندما يشرعون المراكب للإبحار في كأس إفريقيا للأمم، بغاية الوصول للميناء الأخير.
لا نية لي أن أتجاوز عن الأخطاء التي ظهرت في مباراة جنوب إفريقيا، وإلا سيكون ذلك بمثابة انتحار، ولا نية لي أن أبخس قيمة ما حصل عليه وليد الركراكي من إشارات قوية، فبمعزل عن القوة القاهرة المتمثلة في الغيابات الوزانة وفي حالة الإرهاق الشديد التي ضربت الأسود،دلتنا مباراة جوهانسبورغ على كثير من الحقائق، أولها أن بعض اللاعبين يبتعدون بمستويات عن المقاسات الفنية التي تفرضها السياقات الحالية، ولربما حسم وليد في بعض من الإختيارات، ثانيها أن التفريط في قوة الفريق الوطني المتمثلة في تقارب الخطوط يعتبر شروعا في نسف المقوم الأساسي للعب، ثالثها أن بعض التموضعاتللاعبين، على غرار إلحاق أبو خلال بالظهير الأيسر لا تجدي نفعا، رابعها أن وسط الميدان سيكون هو المستهدف الأول ببناء البدائل وقطع الغيار، فحتى الأن لا نملك عنصرا بقيمة سفيان أمرابط في العمل الإسترجاعي ولا نملك لاعبا بمهارة عز الدين أوناحي في بناء اللعب، أما خامس الحقائق، فهي أن يكون وليد الركراكي حاسما في تصنيف العيارات الهجومية، لأنه تبث أن كثيرا من المهاجمين الموجودين لا يفون بالغرض، بدليل أن زياش هو من سجل هدف الفريق الوطني الوحيد في مباراتيه أمام الرأس الأخضر وجنوب إفريقيا.
أعرف جيدا أن وليد محتفظ بكامل هدوئه، وهي صفة من الضروري توفرها فيمن سيقرأ بلا توتر وبلا شطط ما أفرزته مباراتي الرأس الأخضر æوجنوب إفريقيا من دروس، لذلك أتوقع أن يؤسس وليد على هذه القراءات العميقة والمتأنية والهادئة، قناعات جديدة ستظهر ملامحها لا محالة عندما يفتتح أسود الأطلس موسم البحث عن الذهب الإفريقي بمواجهة منتخب ليبيريا شهر شتنبر القادم.

Source link

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.